"الإحسان في القرآن الكريم"






"الإحسان في القرآن الكريم"

الإحسان مشتق من الحسن, وتدور مادته في اللغة حول الجمال في كل شيء,والإحسان ضد الإساءة وهو محسن, والحسنة ضد السيئة, واستحسنه عده حسنا, ومن معاني الحسني النظر إلى الله(عز وجل) والظفر والشهادة والعاقبة الحسنة ويكون انطلاقا من هنا أن نطلق الإحسان على الإخلاص,فالمحسن للشيء إنما يخلص فيه ويخرجه على أفضل وجه,ويراقب الله فيه ويتقيه,وقيمة كل امرىء ما يحسنه أي يتقنه,والمحسن أيضا هو الذي يعطي لمن يجوز عليه الإحسان,وهو بهذا مخلص متعبد لله ,وقد سأل جبريل عليه السلام
"ما الإحسان؟"
فقال"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فالإحسان كما يفهم من الحديث هو إخلاص النية لله ومراقبته وهو ضد الإساءة, والإحسان عند الصوفية هو درجة المراقبة, وهي الدرجة التي يشعر المريد أن الله يراقبه في كل شيء ويراه في كل تصرفاته ويطلع عليه في كل عمل يعمل أو يدع,أو أنه يرى الله ويشاهده ويتجه إليه بكل جوارحه وأعماله وسلوكه,حتى لم يعد يود الانفلات عن الاتجاه إليه,جذب قلبه ونوازعه فاتجهت إليه وشاهدت أنواره فلا يروم بعدا ولا ينبغي حولا, وهذه مرتبة أسمى في الحب والقرب.
والإحسان أيضا هو مرتبة التقوى وهي مرتبة الأولياء(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون*الذين آمنوا وكانوا يتقون*لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
والحسن يطلق وصفا للخلق والخالق(وصوركم فأحسن صوركم)
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)..(الذي أحسن كل شيء خلقه)...(ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)
ووصفا للرزق(والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا), ووصفا للوعد(ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا), ووصفا للأجر(وبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا)
ووصفا للمتاع (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا), ووصفا للنبات(وأنبتها نباتا حسنا) ووصفا للقرض (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة),ووصفا للعمل(إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا),ووصفا للخلق وللمثوى(إن ربي أحسن مثواي),ووصفا للتعامل(فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان)
دعا الإسلام إلى الإحسان المطلق "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"..,"وأحسن كما أحسن الله إليك"...وهناك الإحسان في القول"وقولوا للناس حسنا","ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين","وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم" وإحسان في العمل:"الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا", وإحسان في السلوك:"ادفع بالتي هي أحسن"وإحسان في الدعوة إلى الله :"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".., وإحسان في المجادلة"وجادلهم بالتي هي أحسن"..,حتى مع غير المسلمين من أهل الكتاب"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم"...., وإحسان في الخصومة وفي الطلاق "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"..., وإحسان في التحية" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" وإحسان في الجزاء"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان","ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون","ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون","ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله",
وإحسان في الشفاعة"من يشفع شفاعة حسنةيكن له نصيب منها"...,وإحسان إلى الوالدين وبهما"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"...,"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا"...,"لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا"...,"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا" وتبلغ درجة الإحسان بالوالدين إلى أن يوصي الله به وأن يقرن عبادته وتوحيده به,وإحسان في الذبح والقتل يقول رسول الله_صلى الله عليه وسلم_فيما رواه مسلم عن أبي يعلي شداد بن أوس عن رسول الله قال "إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة"....

وديننا أحسن الأديان وما عداه باطل(ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلاومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاوقال إنني من المسلمين)...قال تعالى"ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن","الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم"
ودفعا إلى الإحسان وتجميلا وتحسينا للمجتمع المسلم أمر الله بالعدل والإحسان(إن الله يأمر بالعدل والإحسان),وأمرنا _عز وجل_ باتباع الأحسن(واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) وليزداد نبع الصفاء وألق الوضاءة في المجتمع (ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)
الخلاصة
المحسنون لهم منزلة خاصة (فالله مع المحسنين) والله لا يضيع أجرهم ورحمة الله قريب من المحسنين

subscribe

الاشتراك

ضع إميلك ليصلك كل جديد

oketrik

0 التعليقات to "الإحسان في القرآن الكريم" :

إرسال تعليق

 
مدونة حبل الله التصميم والتطوير
عد الى الخلف