0

برنامج إحصاء القرآن الكريم

برنامج متكامل رائع وسهل الاستعمال للإحصاء العددي لكلمات وحروف القرآن مع امكانية طباعة كلمات القرآن الكريم . ويتضمن البرنامج جميع الشروحات لكيفية التشغيل مع المقدمة وكلمة الباحث والإهداء.



إضغط هنا



 
إقرأ المزيد>>

فما عندك زائل وما عند الله باق

0

http://7bl-allah.blogspot.com/


ما عندك زائل وما عند الله باق

كان الرسول محمد صلي الله عليه وسلم يجلس وسط اصحابه عندما دخل شاب يتيم الي الرسول يشكو اليه

قال الشاب ( يارسول الله ، كنت اقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري

طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه ان يبيعني اياها فرفض )

فطلب الرسول ان يأتوة بالجار

أتي الجار الي الرسول وقص عليه الرسول شكوي الشاب اليتيم

فصدق الرجل علي كلام الرسول

فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل

فعاد الرسول قوله ( بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )

فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه

وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه

لكن الرجل رفض مرة اخري طمعا في متاع الدنيا

فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح

فقال للرسول الكريم

أإن اشتريت تلك النخله وتركتها للشاب ا لي نخله في الجنه يارسول الله ؟

فأجاب الرسول نعم

فقال ابا الدحداح للرجل

أتعرف بستاني يا هذا ؟

فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله

فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابا الدحداح من شده جودته

فقال ابا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي

فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه

ايعقل ان يقايض ستمائه نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس

فوافق الرجل واشهد الرسول الكريم (ص) والصحابه علي البيع

وتمت البيعه

فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلا (أ لي نخله في الجنه يارسول الله ؟)

فقال الرسول (لا ) فبهت ابا الدحداح من رد رسول الله

فأستكمل الرسول قائلا ما معناه (الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وانت زايدت علي كرم الله ببستانك كله ، ورد الله علي كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز علي عدها من كثرتها

وقال الرسول الكريم ( كم من مداح الي ابا الدحداح )

(( والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها ))

وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح

وتمني كل منهم لو كان ابا الدحداح

وعندما عاد الرجل الي امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها

(لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط )

فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن

فقال لها (لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )

فردت عليه متهلله (ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع )

فمن منا يقايض دنياه بالاخرة ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه

ارجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأها

فالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومها


فما عندك زائل وما عند الله باق
إقرأ المزيد>>

من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

0

http://7bl-allah.blogspot.com/

بسم الله الرحمن الرحيم


لقد جاء الكثير من الأنبياء من عند الله ليبشروا المؤمنين و لينذروا العصاة الكافرين .. و منهم من أيده الله بمعجزات عظيمة تصديقا لنبوته كنبي الله موسى عليه السلام فأعطاه الله آية العصا التي تحولت ثعبانا فهزم بها سحرة فرعون و حولت البحر يبسا فنجى الله بها بني اسرائيل بل و أحيا الله لموسى السبعين رجلا الذين قالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الرجفة .. و منهم نبي الله الياس (ايليا التشبي) عليه السلام الذي كان يمشي على الماء بعد أن يضرب بردائه الماء و احياءه موتى و رفعه الله إلى السماء لينقذه من مؤامرة القتل بعد أن قتل أنبياء البعل الأربعمائة .. و كذلك النبي اليسع (اليشع) الذي أحيا موتى و بارك الطعام و شفى مرضى .. و نبي الله حزقيال الذي أحيا الله له ثلاثين ألفا من الموتى لتكون آية عظيمة أمام بني اسرائيل .. وكذلك أعطى الله المسيح بن مريم عليه السلام معجزات أحيا بها ثلاثة من الموتى و شفى مرضى و أخرج شياطين .. و كذلك النبي المصطفى سيد المرسلين و خاتم النبيين أيده الله بالمعجزات البينات الواضحات الصريحات و التي عدها المؤرخون بألف معجزة .. و على الوجه الآخر نجد من هؤلاء الأنبياء من لم تذكر الكتب أنه أتى بمعجزة واحدة كيحيى بن زكريا عليهما السلام ومع ذلك فهو نبي كريم من الأنبياء المقربين .. إلا أنه في وقتنا هذا اجتمعت كل قوى الشرك على الإسلام و نبي الإسلام صلى الله عليه و سلم ليطفئوا نور الله بأفواههم .. فأصبحنا نرى الكثير من دجالي الأديان .. يفترون الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم سيد المرسلين و خاتم المرسلين ليشككوا في نبوته .. ومن هذه الأباطيل التي أصبحت تطفو على سطح تلكم الحرب الدنيئة .. القول بأن النبي لم تكن له معجزات كباقي الأنبياء .. و تناسى هؤلاء أنه لو لم يأتي النبي الأمي إلا بالقرآن الكريم وحده لكفاه .. و إلى منتفعي الدين هؤلاء أقول "أنى للذباب أن يناطح السحاب" .. فها هي أمامكم بعض معجزات النبي المصطفى تتحداكم و تثبت بهتانكم و تكشف عوار كذبكم .. و لتثبت قلوب المؤمنين.
 
1- القرآن الكريم: هو كلام الله المعجز نزل بلسان عربي مبين أعجزالعرب بحسن ألفاظه وجميل معانيه تحدى الله به العرب وقد كانوا أصحاب فصاحة وبلاغة وبيان .. هو الكتاب الذي أفحم الشعراء وأسكت الخطباء وأعجز الفصحاء وأعجب العلماء وأذهل الحكماء .. هو المعجزة المستمرة إلى يوم القيامة لكل الأجيال والأزمان .. ما إن سمعه الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه و سلم حتى قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يُعلى عليه" فيه إخبار بالمغيبات فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر وهو معجزة اختص الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم دون بقية الأنبياء عليهم السلام الذين كانت معجزاتهم تنتهي بموتهم وفيه الكثير الكثير من المعجزات فكل آية منه معجزه .. و هو منطوٍ على وجوه من الإعجاز كثيرة وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها في خمسة:

الوجه الأول: إعجاز كلمه وفصاحته ووجوه إيجازه وبلاغته الخارقة لعادة العرب وذلك أنهم كانوا أرباب هذا الشأن وفرسان الكلام قد خصوا من البلاغة أو الحكم بما لم يخص به غيرهم من الأمم وأوتوا من فصاحة اللسان ما لم يؤت إنسان ومن فصل الخطاب ما يقيد الألباب .. جعل الله لهم ذلك طبعًا وخلقة فما راعهم إلا رسول كريم بكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أحكمت آياته وفصلت كلماته وبهرت بلاغته العقول وظهرت فصاحته على كل مقول وتضافر إيجازه وإعجازه وتظاهرت حقيقته ومجازه وتبارت في الحسن مطالعه ومقاطعه وحوت كل البيان جوامعه وبدائعه واعتدل مع إيجازه حسن نظمه وانطبق على كثرة فوائده مختار لفظه صارخًا بهم في كل حين بضعة وعشرين عامًا على رؤوس الملأ أجمعين: "أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" يونس: 38 "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين" البقرة: 23 "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا" الإسراء: 88 "أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" هود: 13
الوجه الثاني: من إعجاز القرآن صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آية وانتهت فواصل كلماته إليه ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له ولا استطاع أحد مماثلة شئ منه بل حارت فيه عقولهم.
الوجه الثالث: من الإعجاز ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات وما لم يكن ولم يقع فوقع فوجد كما ورد وعلى الوجه الذي أخبر كقوله تعالي: "لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين" الفتح: 27 وقوله عن الروم :"وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين" الروم: 3 - 4 وقوله: "ليظهره على الدين كله" الصف: 9 وقوله: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا" النور: 55 وقوله: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً" النصر: 1- 2 فكان جميع هذا كما أخبر فغلبت الروم فارس ودخل الناس في الدين أفواجاً واتسع ملك المسلمين حتى كان لهم في وقت من أقصى بلاد الأندلس غرباً إلي أقاصي الهند شرقاً ومن بلاد الأناضول تركيا شمالاً إلي أقاصي السودان جنوباً.
الوجه الرابع: ظهوره على لسان أمي لم يعرف القراءة ولا الكتابة و ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة والشرائع الدائرة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك فيورده عليه الصلاة والسلام على وجهه ويأتي به على نصه فيقر العالم بذلك بصحته وصدقه وإن مثله لم ينله بتعليم وقد علموا أنه صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا اشتغل بمدارسة ولا مجالسة لم يغب عنهم ولا جهل حاله أحد منهم وكثيراً ما كان يسأله كثير من أهل الكتاب عن هذا فينزل عليه من القرآن ما يتلو عليهم منه ذكراً كقصص الأنبياء وبدء الخلق وما في الكتب السابقة مما صدقه فيه العلماء بها ولم يقدروا على تكذيب ما ذكر منها ولم يؤثر أن واحداً منهم أظهر خلاف قوله من كتبه ولا أبدى صحيحاً ولا سقيماً من صحفه بعد أن قرعهم ووبخهم بقوله: "قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين" آل عمران: 93.

الوجه الخامس:أسرار علمية لم تهتدي العقول إليها بعد عصر القرآن إلا بأحدث الأجهزة الالكترونية و إليكم بعض الأمثلة القليلة: هل تذكرون نظرية الانفجار العظيم الذي فاز صاحبها بجائزة نوبل .. إن القرآن قد أخبر عنها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان .. وذلك في قول الله تعالى "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"
إن القرآن يقول منذ أربعة عشر قرنا من الزمان أن السماوات والأرض مخلوقتين .. وليستا ازلتين .. وهذا ما أكدته نظرية الانفجارالعظيم .. ونسبة الهيليوم إلى الهيدروجين الموجودة على الأرض .. وفي هذا يقول القرآن "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير" .. "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ"
إن القرآن يقول "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" وهذا ما اثبتته نظرية الانفجار العظيم حين قالوا إن الكون في حالة تمدد دائم مثل البالون .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟
إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن الشمس تجري و تتحرك "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم"ِ ولقد اثبت العلم الحديث أن الشمس تجري بسرعة مقدارها 17280000 كم في اليوم .. والمدار الذي يدور فيه القمر كأنه ورق النخيل القديم "العرجون القديم" .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟
إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن كمية الماء الموجودة على الأرض .. هي .. هي نفس الكمية الموجودة منذ خلق الله السماوات والأرض وأن طبقات الجو العليا تحفظ الأرض من خطر الأشعة الكونية الخارجية الضارة .. فيقول "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْع"ِ وهذا ما أثبته العلم الحديث ..هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟ إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول
إن الأرض بها شق يساعد على ابتعاد اليابسة بعضها عن بعض كل عام فيقول "وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ" وهذا ما أثبته العلم الحديث ..هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟
إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن الحديد قد أنزله الله من الفضاء بعد استواء طبقات الأرض فيقول "وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ" وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك منتلقاء نفسه؟
إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول باختلاف بصمات الانسان وأنها خاصة بكل شخص فيقول "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ. بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ" وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟
إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول عن مراحل تكوين الجنين بدقة "ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون" هذا ما قال به كيث مور عالم الأجنة و هذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك منتلقاء نفسه؟
إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول عن مراحل خلق الانسان في بطن أمه عبر جدار البطن وجدار الرحم والغشاء الأمنيوتي فيقول "يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟ إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن جنس الجنين يتحدد بنوعية الحيوان المنوي الآتي من الذكر "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى. مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى" و هذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

هل تعلمون أن في هذا الكون العظيم 200 بليون مجرة في كل مجرة 200 بليون نجم وكوكب .. والأرض كوكب من هذه الكواكب التي في المجرات لقد أخبرنا القرآن عن ذلك منذ أربعة عشر قرنا من الزمان حيث يقول "و السماء ذات البروج"
و من وجوه إعجاز القرآن كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله تعالي بحفظة فقال: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" الحجر:9 وقال: "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" فصلت: 42 وسائر معجزات الأنبياء لم يبق إلا خبرها والقرآن إلى وقتنا هذا حجة قاهرة ومعارضته ممتنعة. و صدق القائل عنه: "إن الله أنزل هذا القرآن آمراً وزاجرا وسنة خالية ومثلاً مضروباً فيه نبؤكم وخبر من كان قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم لا يخلقه طول الرد ولا تنقضي عجائبه. هو الحق ليس بالهزل. من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن خاصم به فلح ومن قسم به أقسط ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدى إلي صراط مستقيم ومن طلب الهدى من غيره أضله الله ومن حكم بغيره قصمه الله. هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم وحبل الله المتين والشفاء النافع. عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه ولا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب".
2- سأل كفار مكة الرسول صلى الله عليه و سلم أن يريهم آية فدعا ربه فأراهم القمر ينشق إلى شقين فقالت قريش هذا سحر ثم قالوا انظروا ما يأتيكم من أهل الأسفار فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم فجاء أهل الأسفار بخبر انشقاق القمر ومع عظم هذه المعجزة فإن أهل مكة المعاندين لم يصدقوا ولم يذعنوا بل استمروا على كفرهم وإعراضهم فقال أبو جهل هذا سحر مستمر دائم و قال آخرون سحرنا محمد فقال بعضهم لئن كان سحرنا ما يستطيع أن يسحر الناس كلهم فقال عز وجل "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ" عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أهل مكة سألوا الرسول صلى الله عليه و سلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما. رواه البخاري ومسلم


3- لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه يوم الهجرة أن يبيت في مضجعه تلك الليلة واجتمع أولئك النفر من قريش يتطلعون من صير الباب ويرصدونه ويريدون بياته ويأتمرون أيهم يكون أشقاها فخرج الرسول صلى الله عليه و سلم عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤسهم وهم لا يرونه وهو يتلو "وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ" ومضى الرسول صلى الله عليه و سلم إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً وجاء رجل ورأى القوم ببابه فقال: ما تنتظرون؟
قالوا: محمدًا
قال: خبتم وخسرتم .. والله مر بكم وذرّ على رءوسكم التراب
قالوا: والله ما أبصرناه وقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم وهم: أبو جهل و الحكم بن العاص و عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث و أمية بن خلف و زمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي و أبو لهب و أبي بن خلف و نبيه و منبه ابنا الحجاج. أخرجه أحمد


4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة والرسول صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبل الرسول صلى الله عليه و سلم قائمًا ثم قال: يا رسول الله هلكت الأموال (المراد المواشي خصوصًا الإبل وهلاكها من قلة الأقوات بسبب عدم المطر والنبات) وانقطعت السبل (أي انقطعت الطرق فلم تسلكها الإبل إما لخوف الهلاك أو الضعف بسبب قلة الكلأ أو عدمه) فادع الله يغثنا قال: فرفع الرسول صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: "اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا" قال أنس: و لا و الله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة (القطعة من الغيم) وما بيننا وبين سلع (جبل قرب المدينة) من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس (هو ما يتقي به السيف ووجه الشبه الاستدارة والكثافة لا القدر) فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال: فلا و الله ما رأينا الشمس سبتًا (أسبوعا) .. قال: ثم دخل الرجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة والرسول صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا
قال: فرفع الرسول صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: "اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام (جمع أكمة وهي الرابية المرتفعة من الأرض) والظراب (جمع ظرب وهي صغار الجبال والتلال) ومنابت الشجر" فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس - رواه البخاري ومسلم

5- حينما لحق سراقه بالرسول صلى الله عليه و سلم و أبي بكر لما جعل المشركون لمن يظفر بهما مائة ناقه فقال صلى الله عليه وسلم "اللهم اكفناه بما شئت" فساحت يدا فرسه في الأرض فقال سراقه ادعو الله لي وأرد عنكم الطلب فدعا له الرسول صلى الله عليه و سلم فأُطلِق و حدث ذلك ثلاث مرات .. ثم قال له النبي كيف بك يا سراقة و في يديك سواري كسرى .. فعاد يقول لمن يجد لقد كفيتكم ما هنا .. ثم أسلم سراقة بن مالك .. و توفي النبي صلى الله عليه و سلم و في عهد عمر بن الخطاب فتح الله عليهم بلاد فارس .. فأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سواري كسرى و جعلهم في معصمي سراقة بن مالك .. و مضى في المدينة يقول صدق رسول الله.

6- دعا الرسول صلى الله عليه و سلم لسعد بن أبي وقاص فقال : "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" فكانت دعوته مستجابة .. وقيل لسعد متى أصبت الدعوة؟ قال يوم بدر حين قال صلى الله عليه وسلم "اللهم استجب لسعد" ومن هذا ما رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: شكا أهل الكوفة سعدًا بن أبي قاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارًا فشكوا سعدًا رضي الله عنه حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي! فقال: أما والله فإني كنت أصلي بهم صلاة الرسول صلى الله عليه و سلم لا أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق وأرسل معه رجالاً إلى الكوفة يسألون عنه أهل الكوفة فلم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون معروفًا حتى دخل مسجدًا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة فقال: أما إذا نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية
قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن. قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن وكان بعد ذلك إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. رواه البخاري ومسلم.

7- ترك عمير بن وهب ابنه بعد بدر أسيراً لدى المسلمين فجلس مع صفوان بن أمية عند الكعبة وقال: لولا ديون علي وعيال أخشى عليهم الضياع لمضيت إلى محمد وقتلته فقال صفوان أنا اكفيك دينك وأضم عيالك إلى عيالي فحشا سيفه سماً وذهب إلى المدينة وأراد مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم فلما رأه عمر بن الخطاب أخذ بتلابيبه وطوق عنقه بحمالة سيفه وأدخله على الرسول صلى الله عليه و سلم فقال "أستأخر عنه يا عمر" فتأخر عنه فقال له رسول الله: "ما الذي جاء بك يا عمير؟
قال: جئت أرجو فكاك هذا الأسير "يقصد ابنه" .. قال رسول الله "فما بال السيف الذي في عنقك؟" .. قال: قبحها الله من سيوف .. وهل أغنت عنا شيئا يوم بدر؟ .. قال رسول الله: "اصدقني ما الذي جاء بك يا عمير؟" قال: ما جئت إلا لذاك. قال رسول الله: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية عند الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من صرعى قريش ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا .. فتحمّل لك صفوان بن أمية دينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بيني وبين ذلك. فذهل عمير لحظة ثم قال: أشهد أنك رسول الله.


8- عن عثمان بن حنيف : أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أدع الله أن يعافيني فقال : "إن شئت أخّرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك" قال: لا بل أدع الله لي .. قال: فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء: اللهم أني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة أن ترد علي بصري" وفعل الرجل فبرأ.


9- تلى الرسول صلى الله عليه و سلم سورة النجم "والنجم إذا هوى" حتى وصل إلى "ثم دنى فتدلى" قال عتبة بن أبي لهب كفرت بالذي دنى فتدلى فقال الرسول صلى الله عليه و سلم "اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" فخرج عتبة مع أصحابه في عير إلى الشام حتى إذا كانوا في طريقهم زأر أسد فجعلت فرائص عتبة ترتعد فقال أصحابه من أي شيء ترتعد فو الله ما نحن وأنت إلا سواء فقال: إن محمداً دعا علي و ما ترد له دعوة ولا أصدق منه لهجة فوضعوا العشاء فلم يُدخل يده فيه وحاط القوم أنفسهم بمتاعهم وجعلوا عتبة وسطهم وناموا فجاء الأسد يشم رؤوسهم حتى انتهى إلى عتبة فهشمه فقال: وهو يموت ألم أقل لكم إن محمدا أصدق الناس لهجة

10- إن ضمرة بن ثعلبه البهزي قال يا رسول الله أدع الله لي بالشهادة فقال الرسول صلى الله عليه و سلم "اللهم إني أحرم دم ابن ثعلبه على المشركين" فكان يحمل على المشركين حتى يخرق الصف ثم يعود.
 
إقرأ المزيد>>

أمهات المؤمنين

0


http://7bl-allah.blogspot.com/


من خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أبيح له الزواج بأكثر من أربع ، قال الشافعي : " دلت سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المبينة عن الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله أن يجمع بين أكثر من أربع من النسوة ".. وقال ابن كثير : " وهذا الذي قاله الشافعي مجمع عليه بين العلماء " .. فهذا الحكم من خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي انفرد به دون غيره من الأمة ، وذلك أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره ، إضافة لما في زواجه بأكثر من أربع من تحقيق لأهداف وحكم هامة ..
ويطلق على زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين ، تكريما لشأنهن وإعلاء لقدرهن ، وقد شرفهن الله - تعالى - بذلك فقال : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }(الأحزاب: من الآية6).. وقد بلغت زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اللاتي دخل بهنّ إحدى عشرة ، كما ذكر ابن حجر في فتح الباري ، وابن القيم في زاد المعاد ، وهن كالآتي :
خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ :
تزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي أول امرأة آمنت من هذه الأمة ، وبقيت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن أكرمه الله برسالته ، فآمنت به ونصرته ، فكانت له وزير صدق ، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين ، ولأم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ خصائص كثيرة اختصت بها ، منها : أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج غيرها ، وأن أولاده جميعا كلهم منها إلا إبراهيم ـ عليه السلام ـ ، وهم القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ..
ومن عظيم خصائصها أن الله ـ عز وجل ـ بعث إليها السلام مع جبريل ـ عليه السلام ـ ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أتى جبريل عليه السلام فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام ، أو إناء فيه شراب ، فإذا هي أتتك ، فاقرأ عليها من ربها السلام ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف) ، لا صخب فيه ولا نصب )(البخاري).
سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ :
هاجر زوجها السكران بن عمرو إلى الحبشة فتنصر ومات بها كافرا ، فزوجه بها والدها زمعة بن قيس .. ومن خصائصها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أراد طلاقها آثرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ بيومها ووهبته لها ، حباً لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإيثاراً لبقائها معه فأمسكها ، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها ، وهي راضية بذلك ، مؤثرة لرضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها .
عائشة بنت أبي بكرـ رضي الله عنهما ـ :
تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بسنتين ، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين ، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة ، وتوفيت بالمدينة ، ودفنت بالبقيع ..
ومن خصائصها أنها كانت أحب أزواج النبي إليه ، فقد سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أي الناس أحب إليك ؟ ، قال: عائشة ، قيل : فمن الرجال ؟ ، قال : أبوها )(البخاري) ..
ولم يتزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بِكْراً غيرها ، وكان الوحي ينزل عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في لحافها دون غيرها ، ولما أنزل الله آية التخيير : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }(الأحزاب:28) ، بدأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بها فخيرها فقال : ( ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك ، فقالت : أفي هذا أستأمر أبوي؟ ، فإني أريد الله ورسوله )(البخاري) ، فاقتدى بها بقية أزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقلن كما قالت ..
ومن خصائصها أن الله برأها مما رماها به أهل الإفك ، وأنزل في براءتها وحياً يتلى إلى يوم القيامة .. وقد تُوفي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيتها ، وعلى صدرها ، ودفن في حجرتها .. وكان الأكابر من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها ، فيجدون علمه عندها ..
حفصة بنت عمر ـ رضي الله عنهما ـ :
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وكانت قبله عند خنيس بن حذافة وكان من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشهد بدرا وأحدا ، وأصيب في أحد بجراح مات منها , فتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
ومن خصائصها ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلقها ، فأتاه جبريل فقال : ( إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة )(الطبراني) ..

أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ :
هي رملة بنت صخر بن حرب ، هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة فتنصر بها ، فتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بأرض الحبشة ، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار ، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يخطبها ، وولي تزويجها عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ..
وهي التي أكرمت فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجلس عليه أبوها قبل إسلامه وقالت : إنك مشرك ، ومنعته من الجلوس عليه ..

أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ :
هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة ، كانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد ، وكانت - رضي الله عنها - من النساء العاقلات الناضجات ، يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية ..
قال الإمام ابن حجر : " .. وإشارتها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها " ..
وقد أخذت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها ، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً ، وكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً ..

زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ :
هي زينب بنت جحش بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب ، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة وطلقها ، فزوجها الله تعالى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فوق سبع سماوات ، وأنزل قوله ـ تعالى ـ : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }(الأحزاب: من الآية37) ..
وكانت تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : ( زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سماواته )(البخاري) ، وتوفيت بالمدينة سنة عشرين ودفنت بالبقيع ..

زينب بنت خزيمة ـ رضي الله عنها ـ :
هي زينب بنت خزيمة الهلالية ، وكانت تحت عبد الله بن جحش ـ رضي الله عنه ـ الذي شهد بدرا وقتل يوم أحد .. تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة ثلاث من الهجرة ، وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين ، وعاشت ثمانية أشهر مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم توفيت ، وقد صلى عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودفنها بالبقيع .
جويرية بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ :
تزوج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جويرية بنت الحارث من بني المصطلق سنة ست من الهجرة ، وتوفيت سنة ستة وخمسين ، وهي التي أعتق المسلمون بسببها مائة أهل بيت من الرقيق ، وقالوا : أصهار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكان ذلك من بركتها على قومها ـ رضي الله عنها ـ ..
صفية بنت حيي ـ رضي الله عنها ـ :

تزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفية بنت حيي سنة سبع بعد غزوة خيبر حيث سبيت فيها ، وكانت قبله تحت كنانة بن أبي الحقيق ، توفيت سنة ست وثلاثين ، وقيل سنة خمسين ، ومن خصائصها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعتقها وجعل عتقها صداقها ، قال أنس ـ رضي الله عنه ـ : ( أمهرها نفسها )(البخاري) ..

ميمونة بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ :
أشار العباس ـ رضي الله عنه ـ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزواجها ، فتزوجها مواساة لفقد زوجها ، واعترافاً بفضلها ، وتحبيباً لقومها في الإسلام ، وقد تزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبنى بها بسَرِفَ (مكان قرب مكة) ، وماتت بسرف ، وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين ، وهي خالة عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ..
وكانت ـ رضي الله عنها ـ مثلاً عالياً للصلاح والتقوى ، حتى شهدت لها أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بقولها : ".. أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم " .
وقد روت عدداً من الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كان منها صفة غسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

هؤلاء جملة من دخل بهن من النساء ، وهن نساؤه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا والآخرة ، وقد عاشت زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين في غرفهن الصغيرة بجوار المسجد النبوي ، يستمعن لأحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويشتركن في بيان تعاليم الإسلام وأحكامه ـ خاصة في شئون المرأة ـ ، ثم لهن حياتهن الخاصة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحافلة بالعبادة والعلم ، المليئة بالدروس والعبر، الدافقة بالخير والعطاء ..
وقد توفيت اثنتان منهن في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهما خديجة وزينب بنت خزيمة - رضى الله عنهما - ، وتوفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تسع منهن ، ودُفِنَّ جميعا في البقيع بالمدينة المنورة ، ما عدا خديجة ـ رضي الله عنها ـ فدفنت في الحجون بمكة ، وميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها - دفنت في سرف قريبا من مكة .

لقد عاش النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية ، عفيف النفس ، دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله ، كما أنه تزوج من خديجة ـ رضي الله عنها ـ ولها ما يقارب ضعف عمره ، حتى تجاوز مرحلة الشباب ، وقد ظل هذا الزواج قائماً حتى توفيت عن خمسة وستين عاماً ، وقد قرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الخمسين من عمره ، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى ، ومابين العشرين والخمسين من عُمْر الإنسان هو الزمن الذي تقوى فيه الدوافع لذلك ، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفكر في أن يضم إليها ـ رضي الله عنها ـ مثلها من النساء زوجة أو أَمَة ، ولو أراد لكان الكثير من النساء والإماء طوع بنانه ، وهو أمر طبيعي في هذه البيئة .
ومن ثم فكثرة زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن بهدف التمتع وإشباع الشهوة ، وإن كان ذلك أمراً فطرياً سائغاً لا يعاب الإنسان به ، وقد كان ذلك سائداً بين العرب آنذاك ، وقد عَدَّد الأنبياء قبله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومع ذلك فإن هدف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زواجه كان أسمى من ذلك وأعلى ..

ففي زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ كثير من الحكم التشريعية والإنسانية والتعليمية ، إضافة إلى ما يتعلق بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة ..
فقد حرص في بعضها ـ صلى الله عليه وسلم ـ على توثيق الرابطة بين الإسلام وبعض القبائل ، كما حدث عندما تزوج بجويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق ، الذي كان من آثاره إسلام جميع قبيلتها ، وكزواجه من أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ، وصفية بنت حيي بن أخطب ..
وهدف في بعضها الآخر تكريم أرامل الشهداء الذين ماتوا في الحبشة ، أو استشهدوا من أجل الدعوة في سبيل الله ، وتركوا أرامل لا يقدرون على تحمل أثقال الحياة وأعبائها الجمة ، مثل أم سلمة ـ، وزينب بنت خزيمة ، وسودة بنت زمعة ..
وكان في بعضها الآخر زواجا تشريعيا كزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من زينب بنت جحش وذلك لهدم نظام التبني الذي كان موجودا عند العرب .. ومنها توثيق أواصر الترابط بينه وبين صاحبيه الجليلين أبى بكر وعمر ، وتكريمهما بشرف المصاهرة به ، وذلك ظاهر في زواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر ـ رضي الله عنهم ـ ..
وثمة أمر آخر هام وهو أن الإسلام ـ الذي هو خاتم الأديان ـ بحاجة إلى من يبلغ أحكامه الشرعية الخاصة بالنساء وهي كثيرة ، وزوجة واحدة لا تستطيع القيام بهذا العبء وحدها ، فالأمر أكبر من ذلك بكثير ، وقد ذكر رواة السنة أن نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ روين أكثر من ثلاثة آلاف حديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومن ثم فقد ساهمت أمهات المؤمنين خاصة ـ عائشة وأم سلمة ـ مساهمة فعالة في نقل السنة النبوية ، ـ وهي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله ـ إلى الأمة الإسلامية ..
وقد ذكر الإمام ابن حجر في فتح الباري حكما كثيرة للعلماء من استكثاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الزوجات ، أحدها : أن يَكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك .. ثانيها : لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته فيهم .. ثالثها : الزيادة في تألفهم لذلك .. رابعها : لتكثر عشيرته من جهة نسائه فتزداد أعوانه على من يحاربه .. خامسها : نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال ، لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله .. سادسها : الاطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة ، فقد تزوج أم حبيبة وأبوها يعاديه ، وصفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها ، فلو لم يكن أكمل الخَلْق في خُلقه لنفرن منه ، بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن .. سابعها : تحصينهن والقيام بحقوقهن ..
ومن ثم فإن لكل من زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمهات المؤمنين حكمة وسبب ، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ورفعة شأنه وكمال أخلاقه ..
إقرأ المزيد>>

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

0

http://7bl-allah.blogspot.com/


أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله :

كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .

وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.

كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم

وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها‏.‏ وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.

(عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد.

قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.

عن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد.

(وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.

ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.

عدل النبي صلى الله عليه وسلم :

كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.

قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ) (النساء:135)


كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة.

فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني

قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏,‏ لقطعت يدها‏)‏.

كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه

وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء‏:‏ عُرِفَ في وجهه


أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال

وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.

كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.

وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:

ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.

عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.

وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.

عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".


رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)

وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.

" قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم .

كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )

قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.

قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)

وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .

وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.

عفو النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.

فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم


تواضعه صلى الله عليه وسلم :

وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.

وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ].

فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.

كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.

كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.

كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم

ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية.

عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.

الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.

مجلسه صلى الله عليه وسلم

كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط،

عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.

عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن.


زهده صلى الله عليه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.

كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود‏.

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )

وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين .

عن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.


عبادته

كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً.

فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل ، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى قالى: (... وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...) رواه البخاري.

فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.

فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني.

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.

وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : (( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً )) [ الأحزاب 35 ].

وقال تعالى : (( ... فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )) [البقرة 152 ].

ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري.

وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.

كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه .

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي وصححه الألباني.


دعوته

كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .

وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب :
المرتبة الأولى‏:‏ النبوة‏.‏ الثانية‏:‏ إنذار عشيرته الأقربين‏.‏ الثالثة‏:‏ إنذار قومه‏.‏ الرابعة‏:‏ إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة‏.‏ الخامسة‏:‏ إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر‏
وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى.

ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى.

فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد.

وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12]

إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ]


مزاح النبي صلى الله عليه وسلم

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني .
وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه‏.‏


كرم النبي صلى الله عليه وسلم

من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم

صبر النبي صلى الله عليه وسلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..

قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29


ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.

فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون ]

تعاون النبي صلى الله عليه وسلم

قال عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه‏)‏‏.

(عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) رواه النسائي والحاكم.


نصيحة لنفسي ولأخوتي:

قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70].
وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)[سورة الأحزاب:21].

فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)).

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من خياركم أحسنكم خلقا)).

قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)). وفي رواية: ((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)). وفي رواية: ((لنسائهم)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)).

وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن هذه الأخلاق من الله تعالى؛ فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم : 


((إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد)).
إقرأ المزيد>>
 
مدونة حبل الله التصميم والتطوير
عد الى الخلف