عقوق الوالدين ـ حكمه وعقوبته ـ والبر بهما








عقوق الوالدين  ـ حكمه وعقوبته ـ 



العقوق لغة:- من العق، وهو القطع.

العقوق شرعاً:- كل فعل أوقول يتأذى به الوالد من ولده ما لم يكن شركاً أومعصية.

قال الحسن البصري وقد سئل: إلى ما ينتهي العقوق؟ قال: أن يحرمهما، يهجرهما، ويحد النظر إليهما؛ وقال عطاء: لا ينبغي لك أن ترفع يديك على والديك؛ وقال عروة بن الزبير: لا تمتنع من شيء أحباه.

حكم العقوق


العقوق حرام ومن أكبر الكبائر.

دليل ذلك

من القرآن قوله تعالى: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أفٍ".

ومن السنة: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور".


 

وقد أجمعت الأمة على حرمة العقوق وأنه من الكبائر المتفق عليها.



أ. في الدنيا


1. يضيَّق عليه في رزقه وإن وسِّع عليه فمن باب الاستدراج.

2. لا يُنسأ له في أجله كما ينسأ للبار لوالديه والواصل لرحمه.

3. لا يُرفع له عمل يوم الخميس ليلة الجمعة.

4. لا تفتح أبواب السماء لعمله.

5. يبغضه الله.

6. يبغضه أهله وجيرانه.

7. يخشى عليه من ميتة السوء.

8. يلعنه الله وملائكته والمؤمنون.

9. لا يستجاب دعاؤه.

10. تعجل له العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له يوم القيامة.

11. يعقه أبناؤه وأحفاده.

ب. في الآخرة

1. لا يدخل الجنة إن كان من الموحدين مع أول الداخلين.

2. لا ينظر الله إليه وإن دخل الجنة.

قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث"، وفي رواية: "لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رَغِمَ أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه"، قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك والديه عند الكبر أوأحدهما ثم لم يدخل الجنة".

وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة قاطع"، وفي رواية: "قاطع رحم".

بر الوالدين
تعريف البر
البر كلمة جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وبر الوالدين يعني الإحسان إليهما وتوفية حقوقهما، وطاعتهما في أغراضهما في الأمور المندوبة والمباحة، لا في الواجبات والمعاصي، والبر ضد العقوق، وهو الإساءة إليهما وتضييع حقوقهما.
ويكون البر بحسن المعاملة والمعاشرة، وبالصلة والإنفاق، بغير عوض مطلوب.

تعريف الوالدين
الوالدان هما الأب والأم، سواء كانا من نسب أورضاع، مسلمين كانا أم كافرين، وإن عليا، فالأجداد والجدات، آباء وأمهات، سواء كانوا من قبل الأب أوالأم، والخالة بمنزلة الأم كما صح بذلك الخبر.
حكم بر الوالدين

بر الوالدين فرض واجب، وعقوقهما حرام ومن الكبائر.
دليل الحكم
                                                             فى الكتاب والسنة والإجماع

فمن الكتاب قوله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً".
 وقوله: "ووصينا الإنسان بوالديه حسناً".
 ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم وقد سأله رجل قائلاً: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك، وفي رواية: "ثم أدناك أدناك".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أوكليهما، فلم يدخل الجنة". 

 
     وقد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما من أكبر الكبائر.


فضل بر الوالدين
بر الوالدين والإحسان إليهما من أقوى الأسباب لدخول الجنة، ولنيل رضا الله عز وجل، وقد ورد في ذلك العديد من الآيات والأحاديث والآثار، نشير إلى طرف منها:
1. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: بر الوالدين؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله".
2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجزئ ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه". 
3. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أواحفظه". 
الأم مقدمة في البر على الأب

ذهب أهل العلم في هذه المسألة مذهبين، هما:

1. الأب والأم يستويان في البر، وهذا مذهب مالك.
2. للأم ثلاثة أضعاف البر، وللأب ضعف، وهذا مذهب الليث بن سعد.
استدل من قدَّم الأم على الأب في البر بحديث: "من أحق الناس بحسن صحابتي"، حيث قال له: "أمُّك" ثلاثاً، وفي الرابعة قال: "أبوك"، وبغيره.
ورد عليهم القائلون بتسوية الوالدين في البر أن المراد بذلك التأكيد على بر الأم، لتهاون الأبناء في بر أمهاتهم أكثر من تهاونهم في بر آبائهم.

 
subscribe

الاشتراك

ضع إميلك ليصلك كل جديد

oketrik

0 التعليقات to عقوق الوالدين ـ حكمه وعقوبته ـ والبر بهما :

إرسال تعليق

 
مدونة حبل الله التصميم والتطوير
عد الى الخلف